هذه الصناعة الی أن سلك مسلكا آخر ، فالقدماء عدلوا عن ذلك فقالوا :الحركة ممكن الحصول ، وكل مايمكن حصوله للشیء فان حصوله كمال لذلك الشیء، فاذن الحركة كمال لما يتحرك ، ولكنها تفارق سائرالكمالات من حيث انهلاحقيقة لها الا التعدی الی الغير والسلوك اليه ، فماكان كذلك فله لامحالةخاصيتان : احدا هما انه لابد هناك من مطلوب ممكن الحصول ليكون التوجهتوجها اليه . الثانية ان ذلك التوجه مادام كذلك فانه بقی منه شیءبالقوش ، فان المتحرك انما يكون متحركا بالفعل اذا لم يصل الی المقصودفما دام كذلك فقد بقی منه شیء بالقوش ، فاذن هوية الحركة متعلقة بأنيبقی منها شیء بالقوش ، وبأن لايكون الذی هو المقصود من الحركة حاصلابالفعل . و أما سائرالكمالات فلا يوجد منها واحدش من هاتين الخاصيتين ،فان الشیء اذا كان مربعا بالقوش صار مربعا بالفعل ، فحصول المربعية هی منحيث هی لايوجب أن يقتضی و يستعقب شيئا . و أيضا فعند حصوله لايبقی منهشیء بالقوش . [ ما نقل عن قدماء الفلاسفة فی ترسيم حقيقة الحركة ] فاذا عرفت هذا فنقول : الجسم اذا كان فی مكان و هو ممكن الحصول فیمكان آخر ففيه امكانان : أحدهما الحصول فی ذلك المكان . والثانی امكانالتوجه اليه ، وقد سبق أن كل مايكون ممكن الحصول فان حصوله يكون كمالا له، فاذن التوجه الی ذلك المطلوب كمال ، لكن التوجه الی المطلوب متقدملامحالة علی حصول المطلوب والا لم يكن الوصول اليه علی التدريج و كلامنافيه ، فاذن التوجه كمال أول للشیء الذی بالقوش لكن لامن كل وجه فان الحركةلاتكون كمالا فی جسميته و انما هی كمال له من الجهة التی هو باعتبارها كانبالقوش ، فاذن الحركة كمال أول لما بالقوش من جهة ما هو بالقوش ، و هذاالرسم للفيلسوف الاعظم أرسطاطاليس . و أما أفلاطون الالهی فانه رسمها بأنها خروج عن المساواش أی ( 1 )پاورقی : 1 - با اين " أی . . . " میخواهند تغييرات دفعی را خارج كنند . |