االترهيد في الدنيا
ألا و إنّ الدّنيا قد تصرّمت 4 ، و آذنت بانقضاء 5 ، و تنكّر معروفها 6 و أدبرت حذّاء 7 ، فهي تحفز بالفناء سكّانها 8 ، و تحدو بالموت جيرانها 9 ، و قد أمرّ فيها ما كان حلوا 10 ، و كدر منها ما كان صفوا 11 ، فلم يبق منها إلاّ سملة كسملة الإداوة 12 أو جرعة كجرعة المقلة 13 ، لو تمزّزها الصّديان لم ينقع 14 . فأزمعوا عباد اللّه الرّحيل عن هذه الدّار 15 المقدور على أهلها الزّوال 16 ، و لا يغلبنّكم فيها الأمل 17 ، و لا يطولنّ عليكم فيها الأمد 18 .