و من كلام له عليه السلام لما بويع في المدينة
و فيها يخبر الناس بعلمه بما تؤول إليه أحوالهم و فيها يقسمهم إلى اقسام 1 ذمّتي بما أقول رهينة 2 . و أنا به زعيم 3 . إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات 4 . ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 5 . و الّذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة 6 ،
و لتغربلنّ غربلة 7 ، و لتساطنّ سوط القدر 8 ، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم ، و أعلاكم أسفلكم 9 ، و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا ،
و ليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا 10 . و اللّه ما كتمت وشمة ، و لا كذبت كذبة 11 ، و لقد نبّئت بهذا المقام و هذا اليوم 12 . ألا و إنّ الخطايا خيل شمس 13 حمل عليها أهلها ، و خلعت لجمها 14 ، فتقحّمت بهم في النّار 15 . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل 16 ، حمل عليها أهلها ،
و أعطوا أزمّتها 17 ، فأوردتهم الجنّة 18 . حقّ و باطل ، و لكلّ أهل 19 ، فلئن أمر الباطل لقديما فعل 20 ، و لئن قلّ الحقّ فلربّما و لعلّ 21 ، و لقلّما أدبر شيء فأقبل 22 قال السيد الشريف : و أقول : إن في هذا الكلام الأدنى من مواقع الإحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان 23 ، و ان حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به 24 . و فيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان ، و لا يطّلع فجها إنسان 25 ،
و لا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق 26 ، و جرى فيها على عرق 27 « و ما يعقلها إلا العالمون : » 28
[ 227 ]