4 و من خطبة له عليه السلام
و هي من أفصح كلامه عليه السلام و فيها يعظ الناس و يهديهم من ضلالتهم و يقال : إنه خطبها بعد قتل طلحة و الزبير بنا اهتديتم في الظّلماء ، و تسنّمتم ذروة العلياء 1 ، و بنا أفجرتم عن السّرار 2 . وقر سمع لم يفقه الواعية 3 ، و كيف يراعي النّبأة من أصمّته الصّيحة 4 ؟ ربط جنان لم يفارقه الخفقان 5 . ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر ، و أتوسّمكم بحلية المغترّين 6 ، حتّى سترني عنكم جلباب الدّين ، و بصّرنيكم صدق النّيّة 7 . أقمت لكم على سنن الحقّ في جوادّ المضلّة ، حيث تلتقون و لا دليل ، و تحتفرون و لا تميهون 8 .
اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان 9 عزب رأي امرئ تخلّف عنّي 10 ما شككت في الحقّ مذ أريته 11 لم يوجس موسى عليه السّلام خيفة على نفسه ، بل أشفق من غلبة الجهّال و دول الضّلال 12 اليوم تواقفنا على سبيل الحقّ و الباطل 13 . من وثق بماء لم يظمأ 14
[ 4 ]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم