التزهيد في الدنيا
فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ 41 ، و قراضة الجلم 42 ، و اتّعظوا بمن كان قبلكم ، قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم 43 ،
و ارفضوها ذميمة 44 ، فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم 45 .
قال الشريف رضي اللّه عنه : أقول : و هذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له إلى معاوية 46 ، و هي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا يشك فيه 47 ، و أين الذهب من الرّغام 48 و أين العذب من الأجاج 49 و قد دلّ على ذلك الدليل الخرّيت 50 و نقده الناقد البصير عمرو بن بحر الجاحظ 51 ، فإنه ذكر هذه الخطبة في كتاب « البيان و التبيين » 52 و ذكر من نسبها إلى معاوية 53 ، ثم تكلم من بعدها بكلام في معناها 54 ، جملته أنه قال : و هذا الكلام بكلام علي عليه السلام أشبه ، و بمذهبه في تصنيف الناس ، و في الإخبار عما هم عليه من القهر و الإذلال ،
و من التقية و الخوف ، أليق 55 . قال : و متى وجدنا معاوية في حال من الأحوال يسلك في كلامه مسلك الزهاد ، و مذاهب العبّاد 56
[ 141 ]