اختيار الانبياء
و اصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم 107 ،
و على تبليغ الرّسالة أمانتهم ، لمّا بدّل أكثر خلقه عهد اللَّه إليهم فجهلوا حقّه ، و اتّخذوا الأنداد معه 108 ، و اجتالتهم الشّياطين عن معرفته ، و اقتطعتهم عن عبادته 109 ، فبعث فيهم رسله ، و واتر إليهم أنبياءه 110 ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، و يذكّروهم منسيّ نعمته 111 ،
و يحتجّوا عليهم بالتّبليغ 112 ، و يثيروا لهم دفائن العقول 113 ، و يروهم آيات المقدرة 114 من سقف فوقهم مرفوع ، و مهاد تحتهم موضوع ،
و معايش تحييهم ، و آجال تفنيهم 115 ، و أوصاب تهرمهم ، و أحداث تتابع عليهم 116 ، و لم يخل اللَّه سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجّة لازمة ، أو محجة قائمة 117 رسل لا تقصّر بهم قلّة عددهم ، و لا كثرة المكذّبين لهم 118 من سابق سمّي له من بعده ،
[ 6 ]
أو غابر عرّفه من قبله 119 على ذلك نسلت القرون ، و مضت الدّهور 120 ،
و سلفت الآباء ، و خلفت الأبناء 121 .