مبعث النبي
إلى أن بعث اللَّه سبحانه محمّدا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلّم لإنجاز عدته ، و إتمام نبوّته ، مأخوذا على النّبيّين ميثاقه ،
مشهورة سماته 122 ، كريما ميلاده . و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة ،
و أهواء منتشرة ، و طرائق متشتّتة 123 ، بين مشبّه للّه بخلقه ، أو ملحد في اسمه 124 ، أو مشير إلى غيره 125 ، فهداهم به من الضّلالة ، و أنقذهم بمكانه من لجهالة 126 . ثمّ اختار سبحانه لمحمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم لقاءه ، و رضي له ما عنده 127 ، و أكرمه عن دار الدّنيا ، و رغب به عن مقام البلوى ،
فقبضه إليه كريما صلّى اللَّه عليه و آله 128 ، و خلّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في أممها 129 ، إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ، و لا علم قائم 130