65 و من الخطبة له عليه السلام
و فيها مباحث لطيفة من العلم الالهي 1 الحمد للّه الّذي لم تسبق له حال حالا 2 ، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا 3 ، و يكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا 4 ، كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليل 5 ، و كلّ عزيز غيره ذليل 6 ، و كلّ قويّ غيره ضعيف 7 ، و كلّ مالك غيره مملوك 8 ، و كلّ عالم غيره متعلّم 9 ، و كلّ قادر غيره يقدر و يعجز 10 ، و كلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات 11 ، و يصمّه كبيرها 12 ، و يذهب عنه ما بعد منها 13 ، و كلّ بصير غيره يعمى عن خفيّ الألوان و لطيف الأجسام 14 ، و كلّ ظاهر غيره باطن 15 ، و كلّ باطن غيره غير ظاهر 16 . لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان 17 ، و لا تخوّف من عواقب زمان 18 ، و لا استعانة على ندّ مثاور 19 ، و لا شريك مكاثر 20 ،
[ 42 ]
و لا ضدّ منافر 21 ، و لكن خلائق مربوبون 22 ، و عباد داخرون 23 ،
لم يحلل في الأشياء فيقال : هو كائن 24 ، و لم ينأ عنها فيقال :
هو منها بائن 25 . لم يؤده خلق ما ابتدا 26 ، و لا تدبير ما ذرأ 27 ، و لا وقف به عجز عمّا خلق 28 ، و لا ولجت عليه شبهة فيما قضى و قدّر 29 ، بل قضاء متقن 30 ، و علم محكم 31 ، و أمر مبرم 32 . المأمول مع النّقم 33 ، المرهوب مع النّعم 34
[ 43 ]