
فصل
اعلم انه يستفاد منالعقل انه لابد من حجة علىالعباد، و لاينفك الدنيا عنها في زمنمنالازمنة، فيجب علىالله تعالى بعثالنبى; و الوصى الىالعباد، اذ بعد ما وجبعلىالله ان يكلف الخلايق و يجعل لهم اوامر و نواهى، و لا يكون لهمتمييزمايرضاهالله عما يسخطه، و ما يتوسل به الى قربه و ما يتوسل به الىالبعد عنساحتهالمقدسة وجب ان يبعث اليهممن يعرفهم ذلك، و هو شخص كان له ربطبالخالق، حتى ياخذ منالله و يوصله الى الخلق، و ذلك الربط معنوى، وهوغايةالكمال و نهاية مرتبةالقرب بالمبدء المتعال، و كل ذلك يحكم به العقل، اذلولاذلك لماتم حجةالله على خلقه اذلوعصاه عاص فقال. لم اعرف حرامك عنواجبك، و لم توح الى و لا ارسلت من يرشدنى، لما كان له جواب حقحتىيصحالعقاب و العتاب.
ثم يجب ان يكون مع هذهالحجة، مقارنا لدعواه الحجية بينة واضحة و علامةلائحة كان طريقا لتصديقه و ميزانا لصدقه وكذبه، و الالماتم الحجة، اذ لولم يكن معهلكان للعاصى ان يقول: هو ادعى، لكن لم يكن مع دعواه شاهد على صدقه، لماكانله جواب. و هذهالبينة و العلامة هى معيارالصدق و الكذب و هىالمعجزة،و المرادبها كلما كان خارجا عنالاسبابالعادية، و عن مجرىالطبيعة و ليس له علةمنالعلل الظاهرية الحسية كالشبع عقيب الاكل و الرى عقيب العطش، الىغير ذلكمنالاشياء الجارية عنالمجارى الطبيعية و المعلولات للاسباب العادية الحسية.
و ما كان خارجا عن ذلك مثل: جعلالحصاة ياقوتا و النواة شجرة فورا و تكلمالصبى فىالمهد الى غير ذلك مما ليس لهفىالتاثيرات فى عالم الكون عين و لا اثرفمعلوم ان له مجرى من عالم الغيب و ان مجراه ارادةالله و مشيته.
و الدليل. على وجوب مقارنة دعوى النبى و الوصى لهذا هوالعقل الحاكمبقبح التكليف بما لايطاق و قبحالظلم وقبحالعقوبة بلا بيان و حجة بيان ذلك انماكان مطلوبا فيه الاعتقاد و التصديق الجنانى بمعنى عدم احتمال خلافه -كمافىضياءالشمس و نورالقمر و ساير المحسوسات حيث لايحتمل عدم وجودهافالاعتقادى ايضا يطلب فيه ذلك- و هوالذىيكون عقاب تاركه و مخالفه، العقابالدائمى و العذاب السرمدى و الخلود فى النار، بخلاف الفرعيات فانالمخالف فيهامعحفظالعقائد الى حينالخروج عنالدنيا و عدم سرقةالشياطين يكون له العذابو النكال; لكن له المخلص و المدة و انكانت الاف الوف سنة، و بعد انقضاء مدتهيجره نورالايمان الذى فيه الىالجنة.- و حينئذ فهل يمكن ان يكلف عبدبالاعتقادالجنانى بنبوة او امامة شخصو لم يكن له سوىالدعوى بينة و لابرهان اصلا و مطلقا فهل عقاب هذا الشخصعلىاحتمالالصدق و الكذب و عدمالجزم بالصدق يكون الاعقابابلابيان، و خلودهفىالعذاب الا اوضح واقبح افرادالظلم، وتكليفه بالاعتقاد و اليقين الاتكليفا بمالايطاق، فلهذا يجب ان يكون بيد المدعى ما يوجب صدقه و هىالمعجزة،لوتحققتيقطع بالصدق، و لو لم تتحقق يقطع بالكذب، و على تقدير الوجود يحصلالقطع بنفسه من دون حاجة الىمقدمة اخرى: و هى قبح اجراءالمعجزة علىيدالكاذب كما ذكره بعضهم.
فهيهنا ثلاث دعا و:
(الاول) الملازمة بينالمعجزة و صدق الدعوى (و الثانى)الملازمة بين عدمالمعجزة و كذبالدعوى (و الثالث)عدمالاحتياج فىاليقين بالصدق معالمعجزة، الى مقدمة خارجية.
اما الاول فلما هو واضح، من انه لا ينفك هذا الامر اعنى صدور الشئالذىليس له فىالعاديات و الطبيعيات و المحسوساتعلة و سبب و مجري، و يكونعلى خلافها و لايمكن بلاعلة، لاستحالة المعلول بلاعلة فلابد ان يكون من ناحيةالخالق جل وعلا شانه عن احد امرين: اما ان هذا الشئ فعلالله، و صدر بارادتهو مشيته جل ذكره، و لكن بسبب دعوة هذا الانسانالكامل. فيدل على انه ذو دعوةمستجابة و مرتبة بليغة لايبلغه غيره، و لهذا يصدر منه هذا الامر العجيبالذى لاياتى بمثلهاحد، يعنى يدعوالله تعالى، فالله تعالى يفعل ذلك بمقارنة دعوته،فيكشف ذلك عن انه اكمل افرادالانسان، لما فرضنا اناحدا غيره لايمكنه ذلكو (اما) ان هذا الشئ فعل نفس هذا الانسان، و مستند الى ارادة نفسه و مشيته،فيكشف عن اناللهتعالى جعله مظهر قدرته الكاملة و جعل قبضالامور و بسطهابيده و اعطاءه القدرة على كل شئ; و المتصرففىجميعالكونيات، فيفعل ما يشاءو يحكم ما يريد، فيكشف ايضا عن انه اكمل افرادالبشر، بل كلالخلق.
فعلى اىالتقديرين يحصلالمطلوب من وجهين:
(الاول) انه اكمل و العلاقة بينه و بينالله اوصل فهو الواسطة التى حكمالعقلبوجوب وجودها و ارسالالله اياها (و الثانى)ان انسانا بلغ هذهالمرتبة منالكمال بحيث لايداينه احدمنالكملين لايمكن ان يصدر منهالكذب خصوصا فى هذهالدعوىالتى فيهامعالكذب اضلال جميعالخلق فالبينونة بين تلك المرتبة و هذا الكذب لاتعدو لاتحصى و يكون من باباجتماعالنقيضين و التناقض فلامحالة يقطع الانسان بانهلايدعي شيئا ايا ما كان الا و هو صادق فى دعواه.
فعلم من هنا المطلب الثالث و هو عدمالاحتياج الى مقدمة اخرى بعدصدورالمعجزة.
نعم هنا مطلب آخر و هو انه ربما يكون مجرى فعل مخفيا على عامةالناس;و بناه على نكتة دقيقة يغفل عنه اكثر الناس وبهذا السبب يطرء عليه صورةالمعجزةو يحسبه الجاهل انه معجزة فمن باب عدم نقصان حجةالله اذ لواتبعه العامة وآمنوابنبوته لما كان لهم ذنب و تقصير فلا يتم حجةالله عليهم يجب علىالله ان يوضحللناس حقيقة امره. و يبين لهمبطلان دعواه و سر ما به اغر الناس كما هوالحال فىقضيتى الراهب النصرانى و الرمان المتقدمتين فلو شك شاك فىمدعى النبوةالصادقة و ما يجرى بيده منالمعجزةالحقيقية و احتمل انها صورةالمعجزة و ليستبمعجزة واقعية لكان يزولعنه الشك بالمقدمة المذكورة اعنى قبح تقريرالله تعالىالآتى بصورة المعجزة و عدم تفضيحه و تبيين امره فيستفاد منتقريره تعالى علىهذا الاتى، ان ما اتى به منالمعجزة الواقعية; فهذا طريق لتشخيص المعجزةالواقعيةعنالصورية والافبعد تبيينالمعجزة الواقعية فهى بنفسها مورثة للقطع بالصدقبالبيان المتقدم.
و اما المطلب الثانى و هو الملازمة بين عدم المعجزة راسالا واقعا و لاصورةبل كان مجردالدعوى و بينالقطع بالكذب، انهلولاه للزم جميعالمحاذير المذكورة،اذللعباد ان لايعتقد و نه و يقولوا لربهم كانت دعواه بلابينة و كان الخبر فى حدذاتهقابلا للصدق و الكذب و لم تجعل على صدقه امارة و علامة و لم توحالينا ايضاصدقه; فهل علينا تقصير فى عدم حصولالجزم و اليقين، و عدم اتباع قوله، فبعدوضوح انالله تعالى له الحجةالبالغة يقطع بكذب هذا الشخص و انه باطل غيرمحق.
فانقدح ان الامر فى دعوىالنبوة و الولاية غير ما فى ساير الدعاوى، فلو كانلانسان دعوى ان له على ذمة انسان آخر عشرةدنانير مثلا; و لم يكن له على طبقدعواه بينة لم يقطع بكذبه و يحتمل انه كان بحسب الواقع دائنا، غايةالامر ليسلهطريق الاثبات، و هذا بخلاف من يدعى النبوة، او الولاية و ليس معهالمعجزة فانهيقطع بمجرد عدمها بكذبه بالبيانالمذكور.
و اما المدعى الآتي بها فحاله حالالطبيبالمدعى للحذاقة فىالطبابةثم احساسالعلاج السريع للمريض الصعب العلاجمنه فان ذلك يوجب القطعبصدقه فكذلك لواتى النبى اوالامام بما هو من خصائص النبوة و الامامةفيقطع بصدقه.
فعلم ان المعيار فىصدق المدعى و كذبه فىبابالامامة والنبوة هو وجودالمعجزة و عدمها، و كل ذلك بدلالة العقل و نورهو قد ورد من النقل ايضاعلى طبق ذلك مثل ما فى بعض مجلدات البحار من قول الصادق صلواتالله عليه مامضمونه: انالمعجزة لابد منها لتكون دليلا على صدقالصادق و هى من علاماتكون الاتى بها منالله يميز بها صدقالصادق عن كذبالكاذب.
و بعد وضوح ذلك كله يتبين لك ان منالفساد بمكان منالوضوح ان يدعىاحد و يتوهم (57) ان مجردالنفوذ و ترقىالامر وحصولالغلبة يدل على حقيةالكلمةو انالله لا يحب ترقى الكلمة الباطلة.
فان هذا فاسد من وجوه.
(اما اولا) فبالنقض بحالات اشخاص كانوا مدعين للحقية و قد امهلهمالله،هذهالنواصب و هؤلاء اليهود و النصارى و سايراصحاب الديانات الباطلة; حيثيدعون حقية اديانهم و بطلان ما و رائها و هذا فرعون و نمرود و غيرهما ممن ادعىالربوبية.
بل نقول: هذا بعينه استدلال يزيدبن معاوية على حقيته حين احضرراسالحسين -سلامالله عليه- فى مجلسه. فجعليقول كان ادعى ان جده افضل منجدى و امه افضل من امى و اباه افضل من ابى و نفسه افضل من نفسى اما جده وامهفليس افضليتهما محلا للانكارا ما هو و ابوه فلم يعرف ان آل الامر الى ابى و صارلهالغلبة و انالله اعطانى الملك فاستدلبذلك على محقيته.
و قد اجابه موليتنا و سيدتنا زينبعليها السلام; فى كلمات من جملة خطبتها حيثتقول: اظننتيا يزيد، حيث اخذتعلينا اقطار الارض، و آفاق السماء، فاصبحنانساق كما تساقالاسارى، ان بنا علىالله هوانا و بك عليه كرامة، و ان ذلكلعظمخطرك عنده فشمختبانفك، و نظرت فى عطفك جذلان مسرورا حين رايتالدنيا لك مستوثقة و الامور متسقة;حين صفا لك ملكنا و سلطاننا، مهلا مهلا،انسيت قولالله تعالى: و لاتحسبنالذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انمانملىلهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين.
فانظر ايها الاخ الى ان جمعالاسباب الظاهرية، لنفوذ كلمة ابنالمرجانة و ابنآكلة الاكباد; كيف حصل، بحيثيليق انيتعجب منهالمتعجبون فهذا بلد الكوفةالذى كان مقر خلافة علىعليه السلام; و اهلها محبين لآلهعليه السلام و مترقبينلموت معاوية;و سقوطه فىهاوية، حتى يعيدوا الخلافة الى اهلها، و هوالحسينعليه السلام و كان مراسيلهماليه صلواتاللهعليه من بابالصدق، و عن امضاءالقلب، و مع ذلك انقلب الاسبابالعادية، بحيث لم يحضر من هذا البلد المجمع لشيعة آلعلىعليه السلام بقصدنصرةالحسين فيما نعلم الاثلاثة اشخاص حبيببن مظاهر و مسلمبن عوسجةو عبداللهابن عميرعليهالسلام.
و ايضا آل امر النائب الخاص مسلمبن عقيلعليه السلام الى حيث آل به فى نفسهذهالبلدة و آل امرهانىبن عروةعليهالسلام الذى اذا ركب ركب معه اثنا عشر الف رجلثمانية الف راكب مسلح و اربعة آلاف راجل الى ان يضرب عنقة فى سوقالقصابينمن هذهالبلدة فلينظر العاقل لو كان نفوذالكلمة و نيلالمقصد و اقبال المحبوب دليلالحقية كانالحسينبنعلى -العياذ بالله- علىالباطل و كان الدعىبن الدعىعلىالحق فليتعوذ بالله منالتفوه بذلك المتعوذون.
و ثانيا لما تمالحجة على اول من آمن بهذا المدعى اذالفرض انحصار بينتهفىالنفوذ و هو امر استمرارى يحتاج الى مضىزمان و طول امد فليس حجةاللهعلىالشخص الاول تاما كاملا تعالىالله عن ذلك علوا كبيرا.
و (ثالثا) و هو الدليل العقلى و الحلالذى يحكم به العقل الواضح و هوان بناءالدنيا ليس علىالجزاء بل هو دارالتكليف ودارالمزرعة، و دارالجزاءدار آخر يحصد فيه ما زرع فى هذه و يجزى فيه ما يعمل فى هذه منالخيرو الشر و ليس بناءاللهتعالى على اهلاك العاصى بمجرد العصيان و قطع عمرهو اسباب راحته و عدم امهاله و الالكانت الدنيا مملوة منالحق واهله و الاطاعةو اهلها.
بل مقتضى حكمة التكليف كما هو المحسوس بالعيان امهالالله تعالى فىهذهالنشاة الدنياوية من اطاعه و من خالف،ذالك لتكميل درجات السعادة و هذالتكميل دركات الشقاوة ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حى عن بينة فمامنقبلالله تعالى ليس الا ايضاح المحجة و اقامة الحجة، و اما العمل فهو علىالعباد فمنشاء فليؤمن و من شاء فليكفر.
فجعل اختيار ذلك بايدى العباد فاذا لم يكن معالمدعى حجة و بينة فالبرهانالقطعى بمجرد ذلك قائم على كذب دعواهفلوا تبعه مع ذلك فريق و صار مريدوهفىالازدياد يوما فيوما فليس هذا الامن امهالالله لاهل الباطل على باطلهم وليستقريره سبحانه دليلا على حقيتهم فبعد ما ذكرنا نعلم ببطلان هذا المدعى، و كلمن تبعهم و انحرافهم عن جادةالحق و الصواب فلا يغتر بكثرتهم و ازديادهماولوا الالباب.
ثم ان ائمتنا الاثنى عشر صلواتالله عليهم اجمعين مع تنصيص النبىصلى الله عليه وآلهلايجب عليهم اقامةالمعجزاتفانالحجة يتم بتنصيصالنبىصلى الله عليه وآله على امامة شخصو يجب اجابته بدعوى من يصدق فى دعواه. ويحصلالجزم من خبره، و قدوردعنالنبىصلى الله عليه وآله فضلا عن تصريح كل سابق منهمعليه السلام بالنسبة الىلاحقه تنصيصاتبطرق متكثرة صحيحة صريحة غير قابلة للتشكيك باسماء كل واحد منهم الىالثانيعشر صلواتاللهعليهم اجمعين و اسماء آبائهم و القابهم و اسماء امهاتهمبحيث لاينطبق الاعلى من نعتقد بامامتهمعليه السلام.
فان علىبنالحسين الملقب بزينالعابدين، لم يكن الامن نحن نعتقد بامامتهو كذلك محمدبن على الملقب بالباقر،لاينطبق الاعلى من نحن ندعى امامته،اذليس لعلىبن الحسينعليه السلام ابن آخر بهذهالصفة و السمة و هكذا الى آخرالائمةعليه السلامو وجوبالتصديق بامامتهمعليه السلام مع هذا غير خفى، فلا يجب عليهم نصبالمعجزاتو الاتيان بهالوجوب تصديقهم بدونها و لكنهمعليه السلام مع ذلك قد صدر من كل واحدمنهم معجزات عديدة، لو اقتصر على الاخبارالمعتبرةالاسناد و اسقط ما لااعتباربسنده كان بحمدالله مع ذلك فىالكثرة فىكل واحد منهم بحد يطول الكتاب بذكرهوالبيان بنقله حتى منالثانيعشرعليها السلام، خصوصا الوقايعالواقعة قريبا من عصرنا، التىتكونالواسطة بيننا و بينهاقليلة.
مثل قضية (الحاج على البغدادى) المعروفة المنقولة فيالجنة الماويو نجمالثاقب و قد حكاهاالاستاد و من عليه الاعتمادادامالله ايام افاداته (الحاجالشيخ عبدالكريم اليزدى)، الذى هذهالتقريرات التى يكتبهالحقير مكتسبة منافادات منبره،عنالعالم الجليل و رئيس الامامية، و مرجع امورالشيعة فى الفتاوىو الاحكام سماحة الشريعة الاصفهانى مدالله ظلهالشريف على رؤس الاعالىو الادانى. (و هذان مستغنيان عن التوصيف والتوثيق خصوصا عن مثلى) عن الحاجعلى المزبورو قد عدله سماحةالشريعة، على ما حكاهالاستاد دامظله، و قال انهعادل ثقة.
و ايضا حكاها العالم الجليل و من ليس له بديل و مثيل، اعجوبةالزمانو آية من آياتالله المنان; افضل المحدثينمنالسابقين و اللاحقين الحاجميرزاحسين النورى طيبالله مضجعهالشريف و جزاهالله عنه و عن جميعاهلالاسلامافضل ماجزى نبيا عن امته، عنالعالم الجليل و رئيسالمذهبو المرجع لامورالشيعة و من اليه اعتمادهم و اتكالهم، فىبلدة كاظمينعليه السلام، (و قدبالغ الاستاد دامظله فى مدحه و الثناء عليه) اعنى السيد محمد آل السيدحيدر،طيباللهرمسهما، و قد اثنى عليه الحاج ميرزاحسينالنورى اعلىالله مقامه فى«جنةالماوى» بهذهالصفات:
السيدالسند، و الحبر المعتمد، العالم العامل، و الفقيه النبيهالكامل، المؤيدالمسدد، السيد محمدبن العالم الاوحد;السيد احمدبن العالم الجليلو الحبرالمتوحد النبيل، السيدحيدرالكاظمى ايدهالله تعالى و هومن اجلاء تلامذةالمحققالاستاذالاعظم الانصارى، طاب ثراه واحد اعيان اتقياء بلدةالكاظمينعليه السلامو ملاذالطلاب و الزوار و المجاورين و هو واخوته و آبائه اهلبيت جليل معروفونفيالعراق بالصلاح و السداد و العلم و الفضل و التقوى يعرفون ببيتالسيد حيدرجدهسلمهالله تعالى. انتهى.
و قد ادعىالاستاذ دام ظله رؤيته و ادعى ان من رآه اورآيالحاج النورى،لقطع بصدقهما و انا اقطع بصدقهما و احلف علىذلك عنالحاج علىالمرقوم.
و قد اثنى عليه السيدالمزبور بهذهالعبارة.
و هو ثقة عدل معروف باداءالحقوقالمالية.
و اثنى عليهالحاج ميرزاحسين طابثراه فى جنةالماوى بهذهالعبارة:و حدثنى جماعة من اهلالعلم و التقوى من سكنةبلدةالكاظمعليه السلام بانالرجل مناهلالصلاح و الديانة و الورع، و المواظبين على اداءالاخماس و الحقوق.
و فى (نجمالثاقب) عبر عنه بالصالح الصفى المتقى.
قال ما لفظه: و اگر نبود در اين كتاب شريف مگر اين حكايت متقنه صحيحهكه در آن فوايد بسيار است و در اين نزديكيهاواقع شده هر آينه كافى بود در شرافتو نفاست آن.
و قال فى موضع آخر منه ما لفظه:
و از سيماى او آثار صدق و صلاح به نحوى لائح و هويدا بود كه تمامحاضرين با تمام مداقهكه درامور دينيه ودنيويه دارندقطع بصدق واقعهپيدا كردند.
و قال فى موضع آخر منه ما لفظه:
حاج على مذكور پسر حاجى قاسم كرادى بغدادى است و از تجار و عامىاست، و از هر كس از علما و سادات عظامكاظمين و بغداد كه از حال او جويا شدممدح كردند او را به خير و صلاح و صدق و امانت و مجانبت از عادات سوءاهلعصر، و خود در مشاهده و مكالمه با او آثار اين اوصاف را در او مشاهده نمودمو پيوسته در اثناء كلام تاسف مىخورد ازنشناختن آن جناب به نحوى كه معلوم بودآثار صدق و اخلاص و محبت در او هينئاله. انتهى.
و تاريخ كتابةالسيد المزبور الحكاية نقلا عنالحاج على سنة اثنتينو ثلاث مائة بعد الالف و تاريخ اصلالواقعة سنة منسنى عشرةالسبعين بعدالالف و ماتين.
شرح حال آيةالله حاج سيدمحمد تقى خوانسارى به قلم آيةالله العظمى اراكى
بسمالله الرحمن الرحيم
هوالسيدالسند العلامة الفهامه المحقق المدقق جامعالمعقول والمنقول استاد الفروعوالاصول و حيث ان فضائله كثيرة ومناقبه جمة غفيرة لاباس باالاشارة الاجمالية الىتاريخ احواله و فضائله، فنقول:
اما مولده و منشاه و تحصيله و اساتيده فانه ولد فى بلدة خونسار فى سنة1305 فى شهر رمضان و نشا فى حجر تربية والديهو استكمل الادبيات و بعضالسطوح هناك ثم هاجر فى سنة 1322 الى النجف الاشرف و بعد استكمالالسطوح حضر فىخارج الفقه والاصول درس جملة من الجهابذة الفحول.
منهم الاستاد الاعظم المولى محمد كاظم الخراسانى فقد ادرك درسهثلاث سنين.
و منهم فقيه اهلالبيت السيد محمد كاظم الطباطبائى اليزدى.
و منهم المولى الجليل الشريعة الاصفهانى.
و منهم المحقق الكبير الآقا ضياءالدين العراقى.
و منهم العلامة النحرير الميرزا محمدحسين النائينى.
و قرء المعقول على المولى الجليل الشيخ علىالقوچانى اعلىالله مقامهمو رفع فى الخلد اعلامهم و صار من معاريف الفضلاء.
ثم اتفق سنة 1333 المسافرة الى بلددالهند و طال هذالسفر اربع سنين ثمراجع الى ايران متوجها نحو وطنه خونسار ثممنه الى بلدة عراق و كان ذلك عندمهاجرة العلامة الجليل الحاج شيخ عبدالكريم الحائرى طاب رمسه من النجف الىتلكالبلدة مشتغلا باقامة الحوزة العلمية والبحث والتدريس فحضر جنابه دام ظلهبعنوان التجليل ذلك المدرس الجليل و كانهو ايضا مشتغلا بالاستقلال بالبحثوالتدريس حتى اذا انتقل العلامة المذكور فى سنة 1340 الى مدينة قم لاقامةالحوزةهناك حسب استدعاء اهالى قم والطهران نقل معه هذالجناب المستطاب لتزيينالحوزة فكان هنا ايضا يحضر ذلكالمدرس مع اشتغاله ببحثه و تدريسه و قد خرجمن مدرسه الشريف عدد كثير من ارباب الفضل والعلم، بل اكثر فضلاءالحوزة سواءالباقى فيها ام الخارج الى الاطراف وصار مرجعا دينيا معدودون من تلامذته اماسطحا و اما خارجا و اما فقها اواصولا او معقولا.
و اما زعامته و رياسته للحوزة العلمية فقد انتقل اليه تلك الرياسته بعد ارتحالالعلامة المذكور الى جوار ربه سنة 1355 وقام بوظايف التدريس فى مدرس العلامةالمذكور و اجتمع فى درسه الفضلاء و ارباب العلم باستقبال منهم والقوا اليهازمةالرياسة والزعامة عليهم و اشتروا نفائس مطالبه بصميم القلب.
و اما مقبوليته العامة و موقعيته فىالقلوب فقد جعل الله تعالى له فى قلوبالمؤمنين محبة مكنونة و مودة مودعة بحيثلايذكر اسمه فى مجلس من مجالسهمالا و يختمون المجلس باظهار الفدوية و ما كان ذالك الابفضل الله جل جلاله.
و اما مقلديته و رسائله العملية فقد علق الحواشى على عدة من الرسائل منهارسالة منتخب الاحكام مشتمل على جلابواب الفقه بنحو الايجاز، و منها رسالةذخيرة العباد ابسط من سابقتها و قد طبعتحواشيه على جميعهما، و له دامظلهجماعة كثير من المقلدين فى بلاد الايران شرقا و غربا.
و اما تقسيمه الوجوه الشرعية فانه دام ظله فى كل شهر الا ماشذ يجرىالشهرية على عموم ارباب العلم والطلاب علىحسب طبقاتهم و يزيدهم فى اوقاتالغلاء لاعطاء وجه الخبز.
و اما غزارة علمه و طول باعه فغنى عن البيان و مستغن عن اقامة البرهانو كفاه شاهدا ان جماعة من الفضلاء والكملينتلقوا استاديته لهم بالقبول والاذعانو شربوا من بحار علومه الذاخرة بالقدح المقلى واخذ كل منهم نصيبه بالحظالاوفرحتى ان جماعة منهم يعدونه اعلم اهل عصرنا الحاضر.
و اما حسن خلقه وسعة صدره فانه دام ظله لايزال فى محاوراته العلميةو مناظراته البحثية سالكا مسلك الحلم والرفقبحيث لم يرفى فى تلك المدة الطويلةآثار الغضب فى و جناته ولاخشونة الصوت فى كلماته بحيث صار حسن خلقهمعروفافى البلد و مشهورا بين طبقات العباد.
و اما زهده و تقواه فقد بلغ حدا نرى نوع اهل العلم مع كثرة مداقتهمو مناقشهتم فى امرالعدالة يحضرون جماعتهبلاشبهة منهم ولادغدغة بحيثيمكنان يعد جماعته فى هذه البلدة اقدم الجماعات و اسناها فضيلة من حيث الكموالكيفولاسيما جماعته فى يوم الجمعة لصلاة الجمعة لاداء نظره فى سنة 1360الى الاحتياط الغير الجائز الترك فى فعلها فانهيجتمع لها خلق كثير حتى يسافر لاجلادراك فضيلتها بعض المؤمنين من بلدة طهران، و يحضرها من ائمة الجماعةجمعكثير، و قد اقيمت هذه الصلاة ببركته فى بلاد اخر من ساير بلاد ايران فصارت هذهالسنة الجليلة بيمن اقدامه رائجةبين العباد بعد انطماسها و دائرة فى البلاد بعدانتراكها.
و قد اتفق فى بعض السنين و هو سنة 1362 الجدب و قلة الامطار فالتجا اهلالبلد الى جنابه لصلوة الاستسقاء فابى فلمااصروا تقبل و خرج مع جماعة كثيرةو هياة عظيمة من عظماء اهل العلم و سائر الطبقات حتى بلغ عددهم تخميناالىعشرين الف نفرو قد من الله سبحانه باستجابة دعائه بانزال مطر غريز بحيث امتلاالجداول والانهار و بقى آثاره الى قرباسبوع حتى شاع و ذاع خبره فى الاصقاعو كتبوه فى الصحف والجرايد و تذاكر به اهل الدول الخارجية فى مخابراتهموحصلالقطع بان هذا الفيض العظيم لم يكن الامن اثر دعائه و صلاته.
وبالجملة فضله و علو مقامه و شموخ رتبته واتصاله بالمبدء المتعال ممالايكاد يخفى على جاهل فضلا عن فاضل فهنيئا لهدام ظله هذه المنقبة الجليلةوالموهبة العظيمة.
و انه دام ظله يتفقد حالالضعفاء والفقراء والارامل والايتام من الغرباءوالقاطنين ولا سيما المحصلين بحيثيشاهد كل احديشهد محضره اثار الانكساروالهم والغم فى وجهه لو فرض تصادف اطلاعه بحال متبلى فقير مع عدم تمكنه منمساعدته ولم يرمثل هذه الحالة من احد قبله ولا من احد من معاصريه فادام الله ظلهعلى رؤوس اهل الاسلام و رزقنا و جميعالمحصلين من بركات انفاسه و نفائسملكاته، فانه نعمة جليلة من نعمالله و موهبة جسيمة من مواهبه، و ان كان بعضاهلالعصر لايقدرون قدره، و فىالحقيقة انفسهم يظلمون حيثحرموا انفسهم من تلكالاستفادات الجليلة الدينيةوالاخلاق الروحيه. والسلام
پىنوشتها:
1) تب لازم: يكى از اقسام تب.
2) يعنى مردم ساير ممالك.
3) تاليف سيد هاشم بحرانى. اخيرا در چند جلد تجديد چاپ شده است.
4) به كتاب الطهارة مرحوم آيةاللهالعظمى اراكى، ص 538 در بحث مربوط به فرقه وهابيه رجوع شود.
5) يكى از كتابهاى قديمى رجال شيعه است و مكرر چاپ شده.
6) يا حار همدان من يمتيرنىمن مؤمن او منافق قبلا.
7) اين رساله قبلا ضميمه تفسيرالقرآن والعقل چاپ شده بود.
8) يعنى آيةاللهالعظمى الحاج شيخ عبدالكريم الحائرى(ره).
9) البقرة 260-259.
10) از امام صادق عليهالسلام روايتشده: ارايت لو ان رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء...ثم ردها الى هياتهاالاولى... به امالى شيخ طوسى، ص 193 رجوع شود.
11) اين نوشتار قبلا ضميمه تفسير القرآن والعقل چاپ شده بود.
12) مانند باب و بهاء دو رئيس فرقه ضاله بابيه و بهائيه.
13) نامه اول در دست نيست.
14) اين نوشتار، قبلا در آغاز تفسير القرآن والعقل چاپ شده است.
15) ص 29.
16) محمد ص24.
17) ج2، ص 226.
18) ص 17.
19) ص15.
20) طبعت هذه الاشعار بخطه فى اواخر الكتاب فراجع.
21) وقد سمعنا بعض الثقات انه قد افتى بوجوب الدفاع ايضا فى تلك السنةالمولىالمعظم المرجعالدينىآيةاللهالميرزامحمدتقى الشيرازى(قده).
22) اين رساله قبلا ضميمه تفسير القرآن والعقل چاپ شده است.
23) المائدة - 55.
24) اورد السيدهاشم البحرانى اربعة و عشرين حديثا من طريق العامة و تسعةعشر حديثا من طرقالخاصةبان علياعليهالسلام هوالمراد فى قوله تعالى انما و ليكمالله الخ.
25) منهج الصادقين لملا فتحالله الكاشانى (ره).
26) اورد الحديث تفصيلا الشيخ الجليل قطبالدين سعيدبن هبةالله الراوندى قدسسره فىالخرائجو الجرائح بطوله فىباب معجزات اميرالمؤمنينعليه السلام و ما نقله شيخنا المعظم نقل بالمعنى.
27) .
28) آل عمران -61- و اورد فى غايةالمرام تسعة عشر حديثا من طريق العامة و خمسة عشر حديثا منطرقالخاصة باننزول هذهالآية الشريفة فىالخمسةالطيبةعليه السلام فراجع ص300-303.
29) راجع ص109-126 من غايةالمرام.
30) فى كتابه: كفاية الموحدين.
31) طه -25.
32) النساء 59.
33) قد نقل هذاالحديثالشريف بالفاظ مختلفة من طرق الفريقين و من شاء فليراجع غايةالمرامص520-523.
34) راجع ص544 من غايةالمرام.
35) هذه العبارة من صدرها: «ثم المراد بالشركة» الى آخرها محل تامل و لعلها من سهو القلم.
36) صاحبىالكفاية و الفعالية فى الامور الاجتماعى.
37) يعنى قضية غدير خم.
38) الدهر - 7.
39) المائدة - 55.
40) هود - 17.
41) الاحزاب - 23.
42) الشورى -23.
43) و فى ابياتهم نزل الكتاب. على الدر والذهب الى آخر ما نقلناه فىص.
44) راجع فضائلالخمسة ج3، ص187.
45) راجع فضائل الخمسة، ج ص.
46) المناقب لابن شهر آشوب ج4، ص367 طبع قم.
47) فى كفاية الموحدين.
48) خسر بضم اول و ثانى پدرزن و پدر شوهر باشد. (برهان قاطع).
49) الذى قال بعد استماع حديث الغدير من النبى صلىالله عليه و آله اللهم ان كان هذا هو الحق فامطرناعلينا حجارة...
50) النساء 95.
51) يعنى مخالفة امرالله و نهيه.
52) الاحزاب 33.
53) راجع غايةالمرام، ص287-292.
54) يعنى به الايةالعظمى الحاج الشيخ عبدالكريم الحائرى يزدىقدس سره.
55) راجع غايةالمرام، ص65-71.
56) و قبلهما نقلها الصدوق(ره) فىاكمالالدين و اتمامالحجة.
57) اشارة الى الفرقة الضالة المضلة حيث انكر وا معجزات الانبياء و تشبثوا بنفوذ الكلمة. منه رحمةالله عليه.
![]() | ![]() | ![]() |
فصل
اعلم انه يستفاد منالعقل انه لابد من حجة علىالعباد، و لاينفك الدنيا عنها في زمنمنالازمنة، فيجب علىالله تعالى بعثالنبى; و الوصى الىالعباد، اذ بعد ما وجبعلىالله ان يكلف الخلايق و يجعل لهم اوامر و نواهى، و لا يكون لهمتمييزمايرضاهالله عما يسخطه، و ما يتوسل به الى قربه و ما يتوسل به الىالبعد عنساحتهالمقدسة وجب ان يبعث اليهممن يعرفهم ذلك، و هو شخص كان له ربطبالخالق، حتى ياخذ منالله و يوصله الى الخلق، و ذلك الربط معنوى، وهوغايةالكمال و نهاية مرتبةالقرب بالمبدء المتعال، و كل ذلك يحكم به العقل، اذلولاذلك لماتم حجةالله على خلقه اذلوعصاه عاص فقال. لم اعرف حرامك عنواجبك، و لم توح الى و لا ارسلت من يرشدنى، لما كان له جواب حقحتىيصحالعقاب و العتاب.
ثم يجب ان يكون مع هذهالحجة، مقارنا لدعواه الحجية بينة واضحة و علامةلائحة كان طريقا لتصديقه و ميزانا لصدقه وكذبه، و الالماتم الحجة، اذ لولم يكن معهلكان للعاصى ان يقول: هو ادعى، لكن لم يكن مع دعواه شاهد على صدقه، لماكانله جواب. و هذهالبينة و العلامة هى معيارالصدق و الكذب و هىالمعجزة،و المرادبها كلما كان خارجا عنالاسبابالعادية، و عن مجرىالطبيعة و ليس له علةمنالعلل الظاهرية الحسية كالشبع عقيب الاكل و الرى عقيب العطش، الىغير ذلكمنالاشياء الجارية عنالمجارى الطبيعية و المعلولات للاسباب العادية الحسية.
و ما كان خارجا عن ذلك مثل: جعلالحصاة ياقوتا و النواة شجرة فورا و تكلمالصبى فىالمهد الى غير ذلك مما ليس لهفىالتاثيرات فى عالم الكون عين و لا اثرفمعلوم ان له مجرى من عالم الغيب و ان مجراه ارادةالله و مشيته.
و الدليل. على وجوب مقارنة دعوى النبى و الوصى لهذا هوالعقل الحاكمبقبح التكليف بما لايطاق و قبحالظلم وقبحالعقوبة بلا بيان و حجة بيان ذلك انماكان مطلوبا فيه الاعتقاد و التصديق الجنانى بمعنى عدم احتمال خلافه -كمافىضياءالشمس و نورالقمر و ساير المحسوسات حيث لايحتمل عدم وجودهافالاعتقادى ايضا يطلب فيه ذلك- و هوالذىيكون عقاب تاركه و مخالفه، العقابالدائمى و العذاب السرمدى و الخلود فى النار، بخلاف الفرعيات فانالمخالف فيهامعحفظالعقائد الى حينالخروج عنالدنيا و عدم سرقةالشياطين يكون له العذابو النكال; لكن له المخلص و المدة و انكانت الاف الوف سنة، و بعد انقضاء مدتهيجره نورالايمان الذى فيه الىالجنة.- و حينئذ فهل يمكن ان يكلف عبدبالاعتقادالجنانى بنبوة او امامة شخصو لم يكن له سوىالدعوى بينة و لابرهان اصلا و مطلقا فهل عقاب هذا الشخصعلىاحتمالالصدق و الكذب و عدمالجزم بالصدق يكون الاعقابابلابيان، و خلودهفىالعذاب الا اوضح واقبح افرادالظلم، وتكليفه بالاعتقاد و اليقين الاتكليفا بمالايطاق، فلهذا يجب ان يكون بيد المدعى ما يوجب صدقه و هىالمعجزة،لوتحققتيقطع بالصدق، و لو لم تتحقق يقطع بالكذب، و على تقدير الوجود يحصلالقطع بنفسه من دون حاجة الىمقدمة اخرى: و هى قبح اجراءالمعجزة علىيدالكاذب كما ذكره بعضهم.
فهيهنا ثلاث دعا و:
(الاول) الملازمة بينالمعجزة و صدق الدعوى (و الثانى)الملازمة بين عدمالمعجزة و كذبالدعوى (و الثالث)عدمالاحتياج فىاليقين بالصدق معالمعجزة، الى مقدمة خارجية.
اما الاول فلما هو واضح، من انه لا ينفك هذا الامر اعنى صدور الشئالذىليس له فىالعاديات و الطبيعيات و المحسوساتعلة و سبب و مجري، و يكونعلى خلافها و لايمكن بلاعلة، لاستحالة المعلول بلاعلة فلابد ان يكون من ناحيةالخالق جل وعلا شانه عن احد امرين: اما ان هذا الشئ فعلالله، و صدر بارادتهو مشيته جل ذكره، و لكن بسبب دعوة هذا الانسانالكامل. فيدل على انه ذو دعوةمستجابة و مرتبة بليغة لايبلغه غيره، و لهذا يصدر منه هذا الامر العجيبالذى لاياتى بمثلهاحد، يعنى يدعوالله تعالى، فالله تعالى يفعل ذلك بمقارنة دعوته،فيكشف ذلك عن انه اكمل افرادالانسان، لما فرضنا اناحدا غيره لايمكنه ذلكو (اما) ان هذا الشئ فعل نفس هذا الانسان، و مستند الى ارادة نفسه و مشيته،فيكشف عن اناللهتعالى جعله مظهر قدرته الكاملة و جعل قبضالامور و بسطهابيده و اعطاءه القدرة على كل شئ; و المتصرففىجميعالكونيات، فيفعل ما يشاءو يحكم ما يريد، فيكشف ايضا عن انه اكمل افرادالبشر، بل كلالخلق.
فعلى اىالتقديرين يحصلالمطلوب من وجهين:
(الاول) انه اكمل و العلاقة بينه و بينالله اوصل فهو الواسطة التى حكمالعقلبوجوب وجودها و ارسالالله اياها (و الثانى)ان انسانا بلغ هذهالمرتبة منالكمال بحيث لايداينه احدمنالكملين لايمكن ان يصدر منهالكذب خصوصا فى هذهالدعوىالتى فيهامعالكذب اضلال جميعالخلق فالبينونة بين تلك المرتبة و هذا الكذب لاتعدو لاتحصى و يكون من باباجتماعالنقيضين و التناقض فلامحالة يقطع الانسان بانهلايدعي شيئا ايا ما كان الا و هو صادق فى دعواه.
فعلم من هنا المطلب الثالث و هو عدمالاحتياج الى مقدمة اخرى بعدصدورالمعجزة.
نعم هنا مطلب آخر و هو انه ربما يكون مجرى فعل مخفيا على عامةالناس;و بناه على نكتة دقيقة يغفل عنه اكثر الناس وبهذا السبب يطرء عليه صورةالمعجزةو يحسبه الجاهل انه معجزة فمن باب عدم نقصان حجةالله اذ لواتبعه العامة وآمنوابنبوته لما كان لهم ذنب و تقصير فلا يتم حجةالله عليهم يجب علىالله ان يوضحللناس حقيقة امره. و يبين لهمبطلان دعواه و سر ما به اغر الناس كما هوالحال فىقضيتى الراهب النصرانى و الرمان المتقدمتين فلو شك شاك فىمدعى النبوةالصادقة و ما يجرى بيده منالمعجزةالحقيقية و احتمل انها صورةالمعجزة و ليستبمعجزة واقعية لكان يزولعنه الشك بالمقدمة المذكورة اعنى قبح تقريرالله تعالىالآتى بصورة المعجزة و عدم تفضيحه و تبيين امره فيستفاد منتقريره تعالى علىهذا الاتى، ان ما اتى به منالمعجزة الواقعية; فهذا طريق لتشخيص المعجزةالواقعيةعنالصورية والافبعد تبيينالمعجزة الواقعية فهى بنفسها مورثة للقطع بالصدقبالبيان المتقدم.
و اما المطلب الثانى و هو الملازمة بين عدم المعجزة راسالا واقعا و لاصورةبل كان مجردالدعوى و بينالقطع بالكذب، انهلولاه للزم جميعالمحاذير المذكورة،اذللعباد ان لايعتقد و نه و يقولوا لربهم كانت دعواه بلابينة و كان الخبر فى حدذاتهقابلا للصدق و الكذب و لم تجعل على صدقه امارة و علامة و لم توحالينا ايضاصدقه; فهل علينا تقصير فى عدم حصولالجزم و اليقين، و عدم اتباع قوله، فبعدوضوح انالله تعالى له الحجةالبالغة يقطع بكذب هذا الشخص و انه باطل غيرمحق.
فانقدح ان الامر فى دعوىالنبوة و الولاية غير ما فى ساير الدعاوى، فلو كانلانسان دعوى ان له على ذمة انسان آخر عشرةدنانير مثلا; و لم يكن له على طبقدعواه بينة لم يقطع بكذبه و يحتمل انه كان بحسب الواقع دائنا، غايةالامر ليسلهطريق الاثبات، و هذا بخلاف من يدعى النبوة، او الولاية و ليس معهالمعجزة فانهيقطع بمجرد عدمها بكذبه بالبيانالمذكور.
و اما المدعى الآتي بها فحاله حالالطبيبالمدعى للحذاقة فىالطبابةثم احساسالعلاج السريع للمريض الصعب العلاجمنه فان ذلك يوجب القطعبصدقه فكذلك لواتى النبى اوالامام بما هو من خصائص النبوة و الامامةفيقطع بصدقه.
فعلم ان المعيار فىصدق المدعى و كذبه فىبابالامامة والنبوة هو وجودالمعجزة و عدمها، و كل ذلك بدلالة العقل و نورهو قد ورد من النقل ايضاعلى طبق ذلك مثل ما فى بعض مجلدات البحار من قول الصادق صلواتالله عليه مامضمونه: انالمعجزة لابد منها لتكون دليلا على صدقالصادق و هى من علاماتكون الاتى بها منالله يميز بها صدقالصادق عن كذبالكاذب.
و بعد وضوح ذلك كله يتبين لك ان منالفساد بمكان منالوضوح ان يدعىاحد و يتوهم (57) ان مجردالنفوذ و ترقىالامر وحصولالغلبة يدل على حقيةالكلمةو انالله لا يحب ترقى الكلمة الباطلة.
فان هذا فاسد من وجوه.
(اما اولا) فبالنقض بحالات اشخاص كانوا مدعين للحقية و قد امهلهمالله،هذهالنواصب و هؤلاء اليهود و النصارى و سايراصحاب الديانات الباطلة; حيثيدعون حقية اديانهم و بطلان ما و رائها و هذا فرعون و نمرود و غيرهما ممن ادعىالربوبية.
بل نقول: هذا بعينه استدلال يزيدبن معاوية على حقيته حين احضرراسالحسين -سلامالله عليه- فى مجلسه. فجعليقول كان ادعى ان جده افضل منجدى و امه افضل من امى و اباه افضل من ابى و نفسه افضل من نفسى اما جده وامهفليس افضليتهما محلا للانكارا ما هو و ابوه فلم يعرف ان آل الامر الى ابى و صارلهالغلبة و انالله اعطانى الملك فاستدلبذلك على محقيته.
و قد اجابه موليتنا و سيدتنا زينبعليها السلام; فى كلمات من جملة خطبتها حيثتقول: اظننتيا يزيد، حيث اخذتعلينا اقطار الارض، و آفاق السماء، فاصبحنانساق كما تساقالاسارى، ان بنا علىالله هوانا و بك عليه كرامة، و ان ذلكلعظمخطرك عنده فشمختبانفك، و نظرت فى عطفك جذلان مسرورا حين رايتالدنيا لك مستوثقة و الامور متسقة;حين صفا لك ملكنا و سلطاننا، مهلا مهلا،انسيت قولالله تعالى: و لاتحسبنالذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انمانملىلهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين.
فانظر ايها الاخ الى ان جمعالاسباب الظاهرية، لنفوذ كلمة ابنالمرجانة و ابنآكلة الاكباد; كيف حصل، بحيثيليق انيتعجب منهالمتعجبون فهذا بلد الكوفةالذى كان مقر خلافة علىعليه السلام; و اهلها محبين لآلهعليه السلام و مترقبينلموت معاوية;و سقوطه فىهاوية، حتى يعيدوا الخلافة الى اهلها، و هوالحسينعليه السلام و كان مراسيلهماليه صلواتاللهعليه من بابالصدق، و عن امضاءالقلب، و مع ذلك انقلب الاسبابالعادية، بحيث لم يحضر من هذا البلد المجمع لشيعة آلعلىعليه السلام بقصدنصرةالحسين فيما نعلم الاثلاثة اشخاص حبيببن مظاهر و مسلمبن عوسجةو عبداللهابن عميرعليهالسلام.
و ايضا آل امر النائب الخاص مسلمبن عقيلعليه السلام الى حيث آل به فى نفسهذهالبلدة و آل امرهانىبن عروةعليهالسلام الذى اذا ركب ركب معه اثنا عشر الف رجلثمانية الف راكب مسلح و اربعة آلاف راجل الى ان يضرب عنقة فى سوقالقصابينمن هذهالبلدة فلينظر العاقل لو كان نفوذالكلمة و نيلالمقصد و اقبال المحبوب دليلالحقية كانالحسينبنعلى -العياذ بالله- علىالباطل و كان الدعىبن الدعىعلىالحق فليتعوذ بالله منالتفوه بذلك المتعوذون.
و ثانيا لما تمالحجة على اول من آمن بهذا المدعى اذالفرض انحصار بينتهفىالنفوذ و هو امر استمرارى يحتاج الى مضىزمان و طول امد فليس حجةاللهعلىالشخص الاول تاما كاملا تعالىالله عن ذلك علوا كبيرا.
و (ثالثا) و هو الدليل العقلى و الحلالذى يحكم به العقل الواضح و هوان بناءالدنيا ليس علىالجزاء بل هو دارالتكليف ودارالمزرعة، و دارالجزاءدار آخر يحصد فيه ما زرع فى هذه و يجزى فيه ما يعمل فى هذه منالخيرو الشر و ليس بناءاللهتعالى على اهلاك العاصى بمجرد العصيان و قطع عمرهو اسباب راحته و عدم امهاله و الالكانت الدنيا مملوة منالحق واهله و الاطاعةو اهلها.
بل مقتضى حكمة التكليف كما هو المحسوس بالعيان امهالالله تعالى فىهذهالنشاة الدنياوية من اطاعه و من خالف،ذالك لتكميل درجات السعادة و هذالتكميل دركات الشقاوة ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حى عن بينة فمامنقبلالله تعالى ليس الا ايضاح المحجة و اقامة الحجة، و اما العمل فهو علىالعباد فمنشاء فليؤمن و من شاء فليكفر.
فجعل اختيار ذلك بايدى العباد فاذا لم يكن معالمدعى حجة و بينة فالبرهانالقطعى بمجرد ذلك قائم على كذب دعواهفلوا تبعه مع ذلك فريق و صار مريدوهفىالازدياد يوما فيوما فليس هذا الامن امهالالله لاهل الباطل على باطلهم وليستقريره سبحانه دليلا على حقيتهم فبعد ما ذكرنا نعلم ببطلان هذا المدعى، و كلمن تبعهم و انحرافهم عن جادةالحق و الصواب فلا يغتر بكثرتهم و ازديادهماولوا الالباب.
ثم ان ائمتنا الاثنى عشر صلواتالله عليهم اجمعين مع تنصيص النبىصلى الله عليه وآلهلايجب عليهم اقامةالمعجزاتفانالحجة يتم بتنصيصالنبىصلى الله عليه وآله على امامة شخصو يجب اجابته بدعوى من يصدق فى دعواه. ويحصلالجزم من خبره، و قدوردعنالنبىصلى الله عليه وآله فضلا عن تصريح كل سابق منهمعليه السلام بالنسبة الىلاحقه تنصيصاتبطرق متكثرة صحيحة صريحة غير قابلة للتشكيك باسماء كل واحد منهم الىالثانيعشر صلواتاللهعليهم اجمعين و اسماء آبائهم و القابهم و اسماء امهاتهمبحيث لاينطبق الاعلى من نعتقد بامامتهمعليه السلام.
فان علىبنالحسين الملقب بزينالعابدين، لم يكن الامن نحن نعتقد بامامتهو كذلك محمدبن على الملقب بالباقر،لاينطبق الاعلى من نحن ندعى امامته،اذليس لعلىبن الحسينعليه السلام ابن آخر بهذهالصفة و السمة و هكذا الى آخرالائمةعليه السلامو وجوبالتصديق بامامتهمعليه السلام مع هذا غير خفى، فلا يجب عليهم نصبالمعجزاتو الاتيان بهالوجوب تصديقهم بدونها و لكنهمعليه السلام مع ذلك قد صدر من كل واحدمنهم معجزات عديدة، لو اقتصر على الاخبارالمعتبرةالاسناد و اسقط ما لااعتباربسنده كان بحمدالله مع ذلك فىالكثرة فىكل واحد منهم بحد يطول الكتاب بذكرهوالبيان بنقله حتى منالثانيعشرعليها السلام، خصوصا الوقايعالواقعة قريبا من عصرنا، التىتكونالواسطة بيننا و بينهاقليلة.
مثل قضية (الحاج على البغدادى) المعروفة المنقولة فيالجنة الماويو نجمالثاقب و قد حكاهاالاستاد و من عليه الاعتمادادامالله ايام افاداته (الحاجالشيخ عبدالكريم اليزدى)، الذى هذهالتقريرات التى يكتبهالحقير مكتسبة منافادات منبره،عنالعالم الجليل و رئيس الامامية، و مرجع امورالشيعة فى الفتاوىو الاحكام سماحة الشريعة الاصفهانى مدالله ظلهالشريف على رؤس الاعالىو الادانى. (و هذان مستغنيان عن التوصيف والتوثيق خصوصا عن مثلى) عن الحاجعلى المزبورو قد عدله سماحةالشريعة، على ما حكاهالاستاد دامظله، و قال انهعادل ثقة.
و ايضا حكاها العالم الجليل و من ليس له بديل و مثيل، اعجوبةالزمانو آية من آياتالله المنان; افضل المحدثينمنالسابقين و اللاحقين الحاجميرزاحسين النورى طيبالله مضجعهالشريف و جزاهالله عنه و عن جميعاهلالاسلامافضل ماجزى نبيا عن امته، عنالعالم الجليل و رئيسالمذهبو المرجع لامورالشيعة و من اليه اعتمادهم و اتكالهم، فىبلدة كاظمينعليه السلام، (و قدبالغ الاستاد دامظله فى مدحه و الثناء عليه) اعنى السيد محمد آل السيدحيدر،طيباللهرمسهما، و قد اثنى عليه الحاج ميرزاحسينالنورى اعلىالله مقامه فى«جنةالماوى» بهذهالصفات:
السيدالسند، و الحبر المعتمد، العالم العامل، و الفقيه النبيهالكامل، المؤيدالمسدد، السيد محمدبن العالم الاوحد;السيد احمدبن العالم الجليلو الحبرالمتوحد النبيل، السيدحيدرالكاظمى ايدهالله تعالى و هومن اجلاء تلامذةالمحققالاستاذالاعظم الانصارى، طاب ثراه واحد اعيان اتقياء بلدةالكاظمينعليه السلامو ملاذالطلاب و الزوار و المجاورين و هو واخوته و آبائه اهلبيت جليل معروفونفيالعراق بالصلاح و السداد و العلم و الفضل و التقوى يعرفون ببيتالسيد حيدرجدهسلمهالله تعالى. انتهى.
و قد ادعىالاستاذ دام ظله رؤيته و ادعى ان من رآه اورآيالحاج النورى،لقطع بصدقهما و انا اقطع بصدقهما و احلف علىذلك عنالحاج علىالمرقوم.
و قد اثنى عليه السيدالمزبور بهذهالعبارة.
و هو ثقة عدل معروف باداءالحقوقالمالية.
و اثنى عليهالحاج ميرزاحسين طابثراه فى جنةالماوى بهذهالعبارة:و حدثنى جماعة من اهلالعلم و التقوى من سكنةبلدةالكاظمعليه السلام بانالرجل مناهلالصلاح و الديانة و الورع، و المواظبين على اداءالاخماس و الحقوق.
و فى (نجمالثاقب) عبر عنه بالصالح الصفى المتقى.
قال ما لفظه: و اگر نبود در اين كتاب شريف مگر اين حكايت متقنه صحيحهكه در آن فوايد بسيار است و در اين نزديكيهاواقع شده هر آينه كافى بود در شرافتو نفاست آن.
و قال فى موضع آخر منه ما لفظه:
و از سيماى او آثار صدق و صلاح به نحوى لائح و هويدا بود كه تمامحاضرين با تمام مداقهكه درامور دينيه ودنيويه دارندقطع بصدق واقعهپيدا كردند.
و قال فى موضع آخر منه ما لفظه:
حاج على مذكور پسر حاجى قاسم كرادى بغدادى است و از تجار و عامىاست، و از هر كس از علما و سادات عظامكاظمين و بغداد كه از حال او جويا شدممدح كردند او را به خير و صلاح و صدق و امانت و مجانبت از عادات سوءاهلعصر، و خود در مشاهده و مكالمه با او آثار اين اوصاف را در او مشاهده نمودمو پيوسته در اثناء كلام تاسف مىخورد ازنشناختن آن جناب به نحوى كه معلوم بودآثار صدق و اخلاص و محبت در او هينئاله. انتهى.
و تاريخ كتابةالسيد المزبور الحكاية نقلا عنالحاج على سنة اثنتينو ثلاث مائة بعد الالف و تاريخ اصلالواقعة سنة منسنى عشرةالسبعين بعدالالف و ماتين.
شرح حال آيةالله حاج سيدمحمد تقى خوانسارى به قلم آيةالله العظمى اراكى
بسمالله الرحمن الرحيم
هوالسيدالسند العلامة الفهامه المحقق المدقق جامعالمعقول والمنقول استاد الفروعوالاصول و حيث ان فضائله كثيرة ومناقبه جمة غفيرة لاباس باالاشارة الاجمالية الىتاريخ احواله و فضائله، فنقول:
اما مولده و منشاه و تحصيله و اساتيده فانه ولد فى بلدة خونسار فى سنة1305 فى شهر رمضان و نشا فى حجر تربية والديهو استكمل الادبيات و بعضالسطوح هناك ثم هاجر فى سنة 1322 الى النجف الاشرف و بعد استكمالالسطوح حضر فىخارج الفقه والاصول درس جملة من الجهابذة الفحول.
منهم الاستاد الاعظم المولى محمد كاظم الخراسانى فقد ادرك درسهثلاث سنين.
و منهم فقيه اهلالبيت السيد محمد كاظم الطباطبائى اليزدى.
و منهم المولى الجليل الشريعة الاصفهانى.
و منهم المحقق الكبير الآقا ضياءالدين العراقى.
و منهم العلامة النحرير الميرزا محمدحسين النائينى.
و قرء المعقول على المولى الجليل الشيخ علىالقوچانى اعلىالله مقامهمو رفع فى الخلد اعلامهم و صار من معاريف الفضلاء.
ثم اتفق سنة 1333 المسافرة الى بلددالهند و طال هذالسفر اربع سنين ثمراجع الى ايران متوجها نحو وطنه خونسار ثممنه الى بلدة عراق و كان ذلك عندمهاجرة العلامة الجليل الحاج شيخ عبدالكريم الحائرى طاب رمسه من النجف الىتلكالبلدة مشتغلا باقامة الحوزة العلمية والبحث والتدريس فحضر جنابه دام ظلهبعنوان التجليل ذلك المدرس الجليل و كانهو ايضا مشتغلا بالاستقلال بالبحثوالتدريس حتى اذا انتقل العلامة المذكور فى سنة 1340 الى مدينة قم لاقامةالحوزةهناك حسب استدعاء اهالى قم والطهران نقل معه هذالجناب المستطاب لتزيينالحوزة فكان هنا ايضا يحضر ذلكالمدرس مع اشتغاله ببحثه و تدريسه و قد خرجمن مدرسه الشريف عدد كثير من ارباب الفضل والعلم، بل اكثر فضلاءالحوزة سواءالباقى فيها ام الخارج الى الاطراف وصار مرجعا دينيا معدودون من تلامذته اماسطحا و اما خارجا و اما فقها اواصولا او معقولا.
و اما زعامته و رياسته للحوزة العلمية فقد انتقل اليه تلك الرياسته بعد ارتحالالعلامة المذكور الى جوار ربه سنة 1355 وقام بوظايف التدريس فى مدرس العلامةالمذكور و اجتمع فى درسه الفضلاء و ارباب العلم باستقبال منهم والقوا اليهازمةالرياسة والزعامة عليهم و اشتروا نفائس مطالبه بصميم القلب.
و اما مقبوليته العامة و موقعيته فىالقلوب فقد جعل الله تعالى له فى قلوبالمؤمنين محبة مكنونة و مودة مودعة بحيثلايذكر اسمه فى مجلس من مجالسهمالا و يختمون المجلس باظهار الفدوية و ما كان ذالك الابفضل الله جل جلاله.
و اما مقلديته و رسائله العملية فقد علق الحواشى على عدة من الرسائل منهارسالة منتخب الاحكام مشتمل على جلابواب الفقه بنحو الايجاز، و منها رسالةذخيرة العباد ابسط من سابقتها و قد طبعتحواشيه على جميعهما، و له دامظلهجماعة كثير من المقلدين فى بلاد الايران شرقا و غربا.
و اما تقسيمه الوجوه الشرعية فانه دام ظله فى كل شهر الا ماشذ يجرىالشهرية على عموم ارباب العلم والطلاب علىحسب طبقاتهم و يزيدهم فى اوقاتالغلاء لاعطاء وجه الخبز.
و اما غزارة علمه و طول باعه فغنى عن البيان و مستغن عن اقامة البرهانو كفاه شاهدا ان جماعة من الفضلاء والكملينتلقوا استاديته لهم بالقبول والاذعانو شربوا من بحار علومه الذاخرة بالقدح المقلى واخذ كل منهم نصيبه بالحظالاوفرحتى ان جماعة منهم يعدونه اعلم اهل عصرنا الحاضر.
و اما حسن خلقه وسعة صدره فانه دام ظله لايزال فى محاوراته العلميةو مناظراته البحثية سالكا مسلك الحلم والرفقبحيث لم يرفى فى تلك المدة الطويلةآثار الغضب فى و جناته ولاخشونة الصوت فى كلماته بحيث صار حسن خلقهمعروفافى البلد و مشهورا بين طبقات العباد.
و اما زهده و تقواه فقد بلغ حدا نرى نوع اهل العلم مع كثرة مداقتهمو مناقشهتم فى امرالعدالة يحضرون جماعتهبلاشبهة منهم ولادغدغة بحيثيمكنان يعد جماعته فى هذه البلدة اقدم الجماعات و اسناها فضيلة من حيث الكموالكيفولاسيما جماعته فى يوم الجمعة لصلاة الجمعة لاداء نظره فى سنة 1360الى الاحتياط الغير الجائز الترك فى فعلها فانهيجتمع لها خلق كثير حتى يسافر لاجلادراك فضيلتها بعض المؤمنين من بلدة طهران، و يحضرها من ائمة الجماعةجمعكثير، و قد اقيمت هذه الصلاة ببركته فى بلاد اخر من ساير بلاد ايران فصارت هذهالسنة الجليلة بيمن اقدامه رائجةبين العباد بعد انطماسها و دائرة فى البلاد بعدانتراكها.
و قد اتفق فى بعض السنين و هو سنة 1362 الجدب و قلة الامطار فالتجا اهلالبلد الى جنابه لصلوة الاستسقاء فابى فلمااصروا تقبل و خرج مع جماعة كثيرةو هياة عظيمة من عظماء اهل العلم و سائر الطبقات حتى بلغ عددهم تخميناالىعشرين الف نفرو قد من الله سبحانه باستجابة دعائه بانزال مطر غريز بحيث امتلاالجداول والانهار و بقى آثاره الى قرباسبوع حتى شاع و ذاع خبره فى الاصقاعو كتبوه فى الصحف والجرايد و تذاكر به اهل الدول الخارجية فى مخابراتهموحصلالقطع بان هذا الفيض العظيم لم يكن الامن اثر دعائه و صلاته.
وبالجملة فضله و علو مقامه و شموخ رتبته واتصاله بالمبدء المتعال ممالايكاد يخفى على جاهل فضلا عن فاضل فهنيئا لهدام ظله هذه المنقبة الجليلةوالموهبة العظيمة.
و انه دام ظله يتفقد حالالضعفاء والفقراء والارامل والايتام من الغرباءوالقاطنين ولا سيما المحصلين بحيثيشاهد كل احديشهد محضره اثار الانكساروالهم والغم فى وجهه لو فرض تصادف اطلاعه بحال متبلى فقير مع عدم تمكنه منمساعدته ولم يرمثل هذه الحالة من احد قبله ولا من احد من معاصريه فادام الله ظلهعلى رؤوس اهل الاسلام و رزقنا و جميعالمحصلين من بركات انفاسه و نفائسملكاته، فانه نعمة جليلة من نعمالله و موهبة جسيمة من مواهبه، و ان كان بعضاهلالعصر لايقدرون قدره، و فىالحقيقة انفسهم يظلمون حيثحرموا انفسهم من تلكالاستفادات الجليلة الدينيةوالاخلاق الروحيه. والسلام
پىنوشتها:
1) تب لازم: يكى از اقسام تب.
2) يعنى مردم ساير ممالك.
3) تاليف سيد هاشم بحرانى. اخيرا در چند جلد تجديد چاپ شده است.
4) به كتاب الطهارة مرحوم آيةاللهالعظمى اراكى، ص 538 در بحث مربوط به فرقه وهابيه رجوع شود.
5) يكى از كتابهاى قديمى رجال شيعه است و مكرر چاپ شده.
6) يا حار همدان من يمتيرنىمن مؤمن او منافق قبلا.
7) اين رساله قبلا ضميمه تفسيرالقرآن والعقل چاپ شده بود.
8) يعنى آيةاللهالعظمى الحاج شيخ عبدالكريم الحائرى(ره).
9) البقرة 260-259.
10) از امام صادق عليهالسلام روايتشده: ارايت لو ان رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء...ثم ردها الى هياتهاالاولى... به امالى شيخ طوسى، ص 193 رجوع شود.
11) اين نوشتار قبلا ضميمه تفسير القرآن والعقل چاپ شده بود.
12) مانند باب و بهاء دو رئيس فرقه ضاله بابيه و بهائيه.
13) نامه اول در دست نيست.
14) اين نوشتار، قبلا در آغاز تفسير القرآن والعقل چاپ شده است.
15) ص 29.
16) محمد ص24.
17) ج2، ص 226.
18) ص 17.
19) ص15.
20) طبعت هذه الاشعار بخطه فى اواخر الكتاب فراجع.
21) وقد سمعنا بعض الثقات انه قد افتى بوجوب الدفاع ايضا فى تلك السنةالمولىالمعظم المرجعالدينىآيةاللهالميرزامحمدتقى الشيرازى(قده).
22) اين رساله قبلا ضميمه تفسير القرآن والعقل چاپ شده است.
23) المائدة - 55.
24) اورد السيدهاشم البحرانى اربعة و عشرين حديثا من طريق العامة و تسعةعشر حديثا من طرقالخاصةبان علياعليهالسلام هوالمراد فى قوله تعالى انما و ليكمالله الخ.
25) منهج الصادقين لملا فتحالله الكاشانى (ره).
26) اورد الحديث تفصيلا الشيخ الجليل قطبالدين سعيدبن هبةالله الراوندى قدسسره فىالخرائجو الجرائح بطوله فىباب معجزات اميرالمؤمنينعليه السلام و ما نقله شيخنا المعظم نقل بالمعنى.
27) .
28) آل عمران -61- و اورد فى غايةالمرام تسعة عشر حديثا من طريق العامة و خمسة عشر حديثا منطرقالخاصة باننزول هذهالآية الشريفة فىالخمسةالطيبةعليه السلام فراجع ص300-303.
29) راجع ص109-126 من غايةالمرام.
30) فى كتابه: كفاية الموحدين.
31) طه -25.
32) النساء 59.
33) قد نقل هذاالحديثالشريف بالفاظ مختلفة من طرق الفريقين و من شاء فليراجع غايةالمرامص520-523.
34) راجع ص544 من غايةالمرام.
35) هذه العبارة من صدرها: «ثم المراد بالشركة» الى آخرها محل تامل و لعلها من سهو القلم.
36) صاحبىالكفاية و الفعالية فى الامور الاجتماعى.
37) يعنى قضية غدير خم.
38) الدهر - 7.
39) المائدة - 55.
40) هود - 17.
41) الاحزاب - 23.
42) الشورى -23.
43) و فى ابياتهم نزل الكتاب. على الدر والذهب الى آخر ما نقلناه فىص.
44) راجع فضائلالخمسة ج3، ص187.
45) راجع فضائل الخمسة، ج ص.
46) المناقب لابن شهر آشوب ج4، ص367 طبع قم.
47) فى كفاية الموحدين.
48) خسر بضم اول و ثانى پدرزن و پدر شوهر باشد. (برهان قاطع).
49) الذى قال بعد استماع حديث الغدير من النبى صلىالله عليه و آله اللهم ان كان هذا هو الحق فامطرناعلينا حجارة...
50) النساء 95.
51) يعنى مخالفة امرالله و نهيه.
52) الاحزاب 33.
53) راجع غايةالمرام، ص287-292.
54) يعنى به الايةالعظمى الحاج الشيخ عبدالكريم الحائرى يزدىقدس سره.
55) راجع غايةالمرام، ص65-71.
56) و قبلهما نقلها الصدوق(ره) فىاكمالالدين و اتمامالحجة.
57) اشارة الى الفرقة الضالة المضلة حيث انكر وا معجزات الانبياء و تشبثوا بنفوذ الكلمة. منه رحمةالله عليه.