باب هفتم
قالَ الصَّادِقُ (عليه السلام) :
أَزْيَنُ اللِّباسِ لِلْمُؤْمِنينَ لِباسُ التَّقْوى وَأَنْعَمُهُ الإيمانُ قالَ اللهُ تَعالى وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ .
وَأَمَّا لِباسُ الظَّاهِرِ فَنِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعالى يُسْتَرُ بِها الْعَوْراتُ وَهِىَ كَرامَةٌ أَكْرَمَ اللهُ بِها ذُرِّيَّةَ آدَمَ (عليه السلام)ما لَمْ يُكْرِمْ بِها غَيْرَهُمْ .
وَهِىَ لِلْمُؤْمِنينَ آلَةٌ لاَِداءِ مَاافْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِمْ .
وَخَيْرُ لِباسِكَ ما لا يَشْغَلُكَ عَنِ اللهِ تَعالى بَلْ يُقَرِّبُكَ مِنَ شُكْرِهِ وَذِكْرِهِ وَطاعَتِهِ .
وَلا يَحْمِلُكَ فيها إلَى الْعُجْبِ وَالرِّياءِ وَالتَّزَيُّنِ وَالْمُفاخَرَةِ وَالْخُيَلاءِ فَإِنَّها مِنْ آفاتِ الدّينِ وَمُوَرِّثَهُ الْقَسْوَةِ فِي الْقَلْبِ .
فَإذا لَبِسْتَ ثِيابَكَ فَاذْكُرْ سَتْرَ اللهِ عَلَيْكَ ذُنُوبَكَ بِرَحْمَتِهِ وَأَلْبَسْ باطِنَكَ بِالصِّدْقِ كَما أَلْبَسْتَ ظاهِرَكَ بِثَوْبِكَ وَلْيَكُنْ باطِنُكَ في سَتْرِ الرَّهْبَةِ وَظاهِرُكَ في سَتْرِ الطّاعَةِ .
وَاعْتَبَرْ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ أَسْبابَ اللِّباسِ لِتَسْتُرَ الْعَوْراتِ الظّاهِرَةِ ، وَفَتَحَ أَبْوابَ التَّوْبَةِ وَالإِنابَةِ لِتَسْتُرَ بِها عَوْراتِ الْباطِنِ مِنَ الذُّنُوبِ وَأَخْلاقِ السُّوءِ .
وَلا تَفْضَحْ أَحَداً حَيْثُ سَتَرَ اللهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَاشْتَغِلْ بِعَيْبِ نَفْسِكَ وَاصْفَحْ عَمَّا لا يُعْنيكَ أَمْرُهُ وَحالُهُ وَاحْذَرْ أَنْ يَفْنى عُمْرُكَ بِعَمَلِ غَيْرِكَ وَيَتَّجِرُ بِرَأْسِ مالِكَ غَيْرُكَ وَتَهْلِكَ نَفْسُكَ ، فَإِنَّ نِسْيانَ الذَّنْبِ مِنْ أَعْظَمِ عُقُوبَةِ اللهِ فِى الْعاجِلِ وَأَوْفَرِ أَسْبابِ الْعُقُوبَةِ فِى الاْجِلِ وَاشْتَغِلْ بِعَيْبِ نَفْسِكَ .